الرئيسة \  واحة اللقاء  \  نذر معركة وشيكة في درعا وأنباء عن استقدام "راجمات الجولان" 

نذر معركة وشيكة في درعا وأنباء عن استقدام "راجمات الجولان" 

24.08.2021
هبة محمد


القدس العربي 
الاثنين 23/8/2021 
دمشق – "القدس العربي" : يستمر التوتر في محافظة درعا جنوب البلاد، وسط تعزيزات هي الأولى من نوعها لقوات النظام السوري والميليشيات اللبنانية والعراقية، التي يقودها الحرس الثوري الإيراني، في محيط درعا البلد والأحياء المحاصرة، إذ ينذر المشهد بمعركة وشيكة، فيما لو استمر الحلف السوري – الروسي بالتعنت ورفض أي مباحثات قبل تسليم السلاح الفردي للأهالي وتهجير المطلوبين نحو إدلب شمالاً، إذ يجري ذلك في ظل اشتباكات وقصف متواصل. 
وكانت درعا قد شهدت توقيع اتفاق تسوية في شهر يوليو /تموز 2018 بين روسيا وفصائل المعارضة السورية، بموجب تفاهم روسي – أمريكي – إسرائيلي – أردني، بضمانة روسية أقرها التفاهم الدولي، وتقتضي وفق خبراء ومراقبين لـ "القدس العربي" منع التغيير الديموغرافي، وإبعاد الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني عن هضبة الجولان مسافة 85 كيلومتراً، بالإضافة إلى عدم السماح لتلك القوات التابعة لإيران بالتمدد جنوباً، بينما تشهد المنطقة اليوم حصاراً من قبل هذه الميليشيات التي رفعت نقاط تمركزها في المنطقة إلى 88 نقطة جنوب البلاد. 
تعزيزات عسكرية 
المتحدث باسم تجمع أحرار حوران عامر الحوراني، قال لـ"القدس العربي" إن قوات النظام السوري استقدمت تعزيزات عسكرية ضخمة ومن ضمنها مقاتلون من جنسيات مختلفة إلى تخوم الأحياء المحاصرة في درعا. ويقود هذه الميليشيات وفقاً للمتحدث "القيادي لدى حزب الله اللبناني، زكريا العلّام، إضافة إلى القيادي المقرب من الميليشيات العراقية الممولة من قبل إيران، وهم مجموعات جاءت برفقة قوات الفرقة الرابعة ومعظمهم يدين بالولاء لإيران". 
وسط حشود عسكرية كبيرة للنظام السوري والميليشيات الداعمة له 
وبيّن الناشط الإعلامي أن قوات النظام، عززت أيضاً مجموعة من المواقع العسكرية على الأوتوستراد الدولي دمشق – عمان، بالقرب من معبر نصيب الحدودي في بلدتي صيدا، وأم المياذن في ريف درعا الشرقي، وذلك عقب هجمات متفرقة نفذها شبان على الحواجز العسكرية في المتواجدة في المنطقة، مضيفاً أن "مجموعات عسكرية تابعة للفرقة 15 أعادت تمركزها بالقرب من "قصور البطل" بين بلدتي صيدا وأم المياذن، كما أرسلت تعزيزات أخرى إلى “معصرة الزيتون” المحاذية لجسر أم المياذن". كما أرسلت أرتالاً من المقاتلين إلى مدخل بلدة الطبية من جهة جسر أم المياذن، وعززتها بدبابتين، كما وضعت على أسطح المنازل بعدما استولت عليها رشاشات متوسطة وثقيلة. بدوره، عزز فرع المخابرات الجوية حاجزاً له جنوب بلدة خربة غزالة شرق درعا، وشملت التعزيزات عربة فوزليكا، ومدافع ميدانية، فضلاً عن مجموعات المشاة. ودعم الأمن العسكري خلال الأيام الماضية، مواقعه داخل بلدة صيدا، حيث عزز بناء المشفى والحاجز المتمركز أمامها بعشرات العناصر والآليات، بعد أن أخلى مواقع له في بلدتي السهوة والجيزة شرق درعا. 
ووفقاً للمتحدث فقد أشار المصدر إلى أن النظام جعل من المنطقة الممتدة من بلدة صيدا إلى معبر نصيب منطقة شديدة التحصين، وذلك لحماية الأوتوستراد الدولي، وتأمين الطريق إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن، وخصوصًا بعد مهاجمة المنطقة من قبل شبان محليين، والسيطرة على الأوتوستراد في تموز الفائت. 
"راجمات الجولان" 
من جانبها، قالت وسائل إعلام موالية، إن تعزيزات عسكرية ضخمة وصلت إلى درعا، وعلى دفعات متتالية، حيث "انتشرت وحدات الجيش في المناطق المحيطة بحي درعا البلد، فقد وصلت مع تعزيزات الجيش السوري راجمات الجولان الشهيرة، والتي نالت شهرتها من غزارتها النارية الكبيرة، بعدما تم استخدامها في ساحات الحرب في سوريا على مدى السنوات العشر الماضية، بشكل رئيسي في معارك أحياء القابون وجوبر في ريف دمشق، ومعارك الغوطة الشرقية". 
صور راجمات جولان في محيط درعا توحي بأن الأمور تتجه نحو عملية عسكرية، رغم أن مدى الراجمات "لا يتجاوز خمسة كيلو مترات، لكن طاقتها التدميرية هائلة، حيث تم تعديل هذه الصواريخ في مراكز البحوث العلمية السورية، ويوجد منها نسخ عدة، في حين أظهرت الصور أن النسخة المستقدمة مع تعزيزات الجيش إلى محيط درعا هي صواريخ جولان 400، وهي راجمة صواريخ ثلاثية رؤوس الإطلاق أو سداسية". 
ووفقاً للمصدر، تتصف هذه النسخة بقصر مداها بسبب الوزن الكبير الذي تحمله من المواد المتفجرة، حيث يقوم عناصر الجيش السوري برمي صليات صاروخية مكثفة بحشوة متفجرة تزيد عن 250 كيلوغراماً، وتعتبر مدمرًا رهيباً للأهداف التي تصيبها، وهناك نسخة أخرى من الراجمة، يبلغ وزن الصاروخ الواحد منها نحو 800 كيلوغرام، ويصل مداه إلى ثلاثة كيلومترات، وهو ذو قوة تدميرية كبيرة، كما توجد أيضاً نسخة صواريخ جولان- 1000، والتي تعتبر قاذفة صاروخية متعددة من عيار 500 ملم مزودة بـ3 أنابيب، وتم تصنيع الراجمة جولان -1000 في عام 2017 ودخلت الخدمة عام 2018. 
خسائر بشرية 
مصادر ميدانية قالت لـ "القدس العربي" أن قصفاً عنيفاً بقذائف الهاون والدبابات والرشاشات الثقيلة، يستهدف الأحياء المحاصرة في درعا، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى بين المدنيين. وأوضح المصدر، أن "ميليشيات الفرقة الرابعة وإيران هي من يستهدف الأحياء المحاصرة في مدينة درعا، حيث يترافق القصف المكثف مع اشتباكات عنيفة تدور على محور الكرك الغربي ومحور كتاكيت في درعا البلد ومحور القبة شرق حي طريق السد بمدينة درعا". 
تزامناً، قالت مصادر إعلامية موالية إن قوات النظام السوري خسرت عدداً من قواتها خلال اشتباكات اليومين الماضيين، بينما أصيب 14 عنصراً بجروح متفاوتة. وجرى توقيع اتفاق التسوية في الجنوب السوري شهر تموز/ يوليو 2018 بين روسيا وفصائل المعارضة السورية، حيث تحولت موسكو حينئذ إلى "ضامن". 
تمدد إيراني 
وفي هذا الإطار يقول الخبير السياسي مدير مركز جسور للدراسات الاستراتيجية محمد سرميني، إن الضمانة الروسية التي أقرها التفاهم الدولي تقتضي منع التغيير الديموغرافي، وإبعاد الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني عن هضبة الجولان مسافة 85 كيلومتراً، بالإضافة إلى عدم السماح لتلك القوات التابعة لإيران بالتمدد في جنوب سوريا. 
المشهد اليوم، في المنطقة، وفق الخبير السياسي يبدو مخالفاً تماماً لما جرى الاتفاق عليه بين الفاعلين الدوليين حول الجنوب السوري، إذ أن عدد نقاط تمركز القوات الإيرانية والأفغانية والباكستانية التي يقودها الحرس الثوري الإيراني بالإضافة لنقاط حزب الله اللبناني ازداد أكثر من الضعف، وارتفعت من 40 نقطة أمنية وعسكرية في أغسطس /آب 2018 أي بعد تنفيذ الاتفاق مباشرة إلى 88 نقطة مع حلول أغسطس /آب 2021. 
وقال سرميني لـ "القدس العربي" إن اللواء 90 المنتشر جنوب غربي ريف دمشق وفي كامل القنيطرة والذي تبعد قيادته قرابة 20 كيلومتراً فقط عن هضبة الجولان، تحول إلى قاعدة استطلاع متقدمة للحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني. 
في ظل هذه المعطيات، رأى المستشار السياسي أنه من الطبيعي أن تتراجع ثقة الفاعلين الدوليين المؤثرين بملف الجنوبي السوري بالتعهدات الروسية، حيث تسعى موسكو لاستثمار ورقة ضبط الوجود الإيراني جنوب سوريا لتحسم مصير درعا البلد وريف درعا الغربي لصالحها، عن طريق عقد اتفاق مع المقاتلين المحليين وتسليم سلاحهم وبموافقة الدول التي أقرت تسوية 2018.